
أنوار محاجنه
اكاديمية القاسمي

نظرة للعام الدّراسي
خلال السّنة الدّراسيّة، تواجدتُ بالتّطبيقات العملية في مدرسة ابن سينا - كفر قرع. من اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدمي المدرسة، كنتُ أشعر بمزيج من الحماس والقلق. كانت التّوقعات عالية، الواجبات والمهام المطلوبة منا كطلاب متدرّبين كانت كثيرة ومتنوعة. في البداية، شعرتُ ببعض الضّغط والتوتر، حيث كان عليّ التكيف مع البيئة الجديدة والتعرّف على الطلاب والمعلمين بالإضافة إلى تنفيذ المهام المطلوبة بدقّة وكفاءة.
لكنّ مع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغيّر. اكتسبتُ المزيد من الثّقة بنفسي وبتدريجي تحسّنت مهاراتي في إدارة الصف والتّفاعل مع الطلاب. الدّعم الذي تلقّيته من المرشدة والمعلّمين في المدرسة كان له دور كبير في هذا التحسّن. تعلّمتُ كيفية التعامل مع الضّغوطات وتجاوز التّحديات اليوميّة، وبدأتُ أرى التطوّر الواضح في أدائي وتقدّمي، وأنا على ثقة أنّني أستطيع التطوّر أكثر وأكثر مع استمراري في التجدّد بمجالات الحياة.
الآن، وأنا أنظر إلى الوراء، أشعر بسعادة غامرة وفخر كبير بما حقّقته. على الرغم من الصّعوبات التي واجهتها في البداية، تمكّنتُ من تحويل تلك التّحديات إلى فرص للتعلّم والنّمو. كل يوم كان يحمل في طياته درسًا جديدًا، وكل تجربة ساهمت في بناء شخصيتي المهنية وتعزيز مهاراتي كمعلّمة. إنّ رؤية نتائج جهودي والاعتراف الذي تلقّيته من الطلاب والمعلمين على حد سواء كان أكبر مكافأة لي.
الفترة التي قضيتها في مدرسة ابن سينا لم تكن مجرّد تطبيق عملي؛ بل كانت تجربة حياة كاملة
تمكّنتُ من تحقيق أهدافي الأكاديمية والمهنية، وأصبحتُ أكثر استعدادًا لمواجهة المستقبل بكل ثقة وإصرار. العلاقة التي بنيتها مع الطلاب والزملاء، الدروس التي مرّرتها، كلها أمور ستبقى معي طوال حياتي.
مقارنةً بالبدايات حيث كان الضغط يسيطر على كل لحظة، أصبحتُ الآن أكثر نضجًا وثقة. هذه التجربة علّمتني أن النّجاح لا يأتي بسهولة، بل هو نتيجة للعمل الجاد، المثابرة والتفاني. أشعر بالفخر بأنّني تمكّنتُ من تجاوز تلك الصّعوبات وحقّقتُ نتائج رائعة. اليوم، أنا ممتنة لكل تحدٍ واجهته ولكل درس تعلّمته، وأشعر بالاستعداد الكامل للانطلاق في مسيرتي المهنية كمعلّمة.
أثناء فترة التطبيق العملي، شعرتُ دائمًا بأنّني أفعل أفضل ما لدي بتوجّهات المستمرّة من المرشدة أحلام والمعلمتين المدربتين كفاية عقل ورانية مصالحة، وكذلك بتوجّهات من بعض الزملاء. أصراري على التحضير الرّائع والممتاز لتمرير الدروس كان مكان تقدير الجميع. كنتُ أسعى بكل جهد لأضمن أن تكون حصصي الفردية فعّالة وممتعة، مما جعل تفاعل الطلاب معي استثنائيًا، بنيتُ علاقات لطيفة وقريبة مع الكثير من الطلاب. كنتُ دائمًا مستعدة لمساعدة زملائي في كل أمر، وساهمتُ بشكل فعّال في جميع الفعاليات المدرسية والمبادرات، مما أظهر روح المبادرة والإبداع لدي.
كانت المعلمة مسرورة جدًا من تفاعل الطلاب معي أنا وزميلي، وقد أبدت ثقتها الكبيرة بنا. لدرجة أنّنا كتبنا مهام للطلاب وتوزيعها عليهم، ثم تصليحها وتضمينها ضمن العلامة النهائية. هذا المستوى من الثقة والمسؤولية يعكس تقدير المدرسة لقدراتنا وإصرارنا على تقديم الأفضل دائمًا.
في الختام، تجربتي في مدرسة ابن سينا كانت بمثابة رحلة غنية بالتعلم والنمو. أنا ممتنة لكل من ساهم في هذه التجربة، وأتطلع بتفاؤل وحماس إلى المستقبل، مستعدة لمواجهة التحديات الجديدة وتحقيق المزيد من النجاحات.